مع قدوم الامتحانات تحول بعض الأسر بيوتها إلى ثكنات عسكريه مع إعلان
حاله الطوارئ، مما يدفع بالطلبه إلى معسكرات القلق والتعذيب النفسي.
ونظراً لانشغال الأسرة بمتابعة أبنائهم دراسياً في تلك الفترة، نحاول أن نقدم
ما يتعلق بالجانب المفقود في فترة الامتحانات والذي يتعلق بطبيعة الأطعمة
التي يفضل تناولها أثناء هذه الفترة والتي تساعد الطلاب على التذكر وعدم
الوقوع في فخ النسيان...
وحول "أغذية الذكاء والذاكرة والإمتحانات"، أكد الدكتور مجدي بدران
استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة،أنه يمكن رفع
مستوي الذكاء من خلال الغذاء..
ذكائك لم يظهر بعد ...
"العقل السليم في الجسم السليم".. هذه المقولة أطلقها الفيلسوف اليوناني
الشهير أفلاطون ، والذي كان يقصد بها أن سلامة الجسم هى المحرك الأساسي
لعقل يتميز بالذكاء والحكمة ، كما أن المخ يحوي قرابة عشرة بلايين خلية
عصبية، وكل خلية منها علي علاقة بما يقارب العشرة آلاف نقطة عصبية.
والمعروف أيضاً أن "آنشتين" استخدم عشر مخه فقط, لهذا يشجع الدكتور
مجدى البشر على تنمية الذكاء دوماً، ويردد "لا تنسى أن فى جعبتك الكثير من
الذكاء الذى لم يظهر بعد.
وللوصول بأمان إلى بر الإمتحان, وينصح بدران بتناول خمس وجبات غذائيه
خفيفه سهلة الهضم لأن التوتر العصبي مع الامتحانات يقلل من تأثير
العصارات الهاضمة مما يسبب فقدان الشهية و يؤثر سلبا على الحفظ والتذكر.
وشدد بدران على بعض الأمور التي يجب الالتفات إليها في هذه الفترة والتي
شملت ما يلي ..
- الكافيين يقلل من كفاءة المخ، لذا يجب الابتعاد عن الشاي أوالقهوة ومشروبات الكولا.
- طبيعة الغذاء الذي يتناوله الطالب تؤثر على حالته النفسية.
- الحرمان من الغذاء بسبب فقد الشهية الشائع مع الامتحانات يؤثر سلبياً على الحفظ والتذكر.
300 موصل عصبي لاسترجاع المعلومات
أشار الدكتور مجدي بدران إلى أن المخ يتأثر بالعناصر الغذائية عن طريق
انتاج مايسمى بالموصلات العصبية, وهى مواد كيمائيه تنقل الاشارات
والتعليمات بين الخلايا العصبية, وهى حوالي 300 نوع تؤثر في الذكاء
والتفكير والإبداع والمزاج والقدرة على الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات
وتذكر واسترجاع المعلومات المختزنة بالمخ وكل ذلك يساعد الانسان على
التعلم.
وقد تبين أن عند نقص أو عدم توازن هذه الموصلات العصبية يعانى الانسان
من الاكتئاب أو قلة التركيز أو ضعف الذاكرة.
ولإنتاج الموصلات العصبية يحتاج المخ إلى التغذية الجيدة التى توفر له
الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية غير المشبعة
والسكر بمستوى معتدل فى الدم.
والأحماض الأمينية هى الوحدات البنائية للبروتين مثل "التريبتوفان" وحمض
"الليسين" وحمض "الفينيل ألانين".
والمعروف أن حمض "التريبتوفان" هو أهم الأحماض الأمينية الذي ينظم
عملية النوم ويساهم في تقوية الذاكرة، ويتوفر فى الموز والتمر والجبن
القريش والفول السوداني، وهو ينشط الفكر ويعالج الخمول ويعالج الأنيميا.
أما حمض "الليسين" يلى "التريبتوفان" في الأهمية، ويؤدي نقصه إلى القلق
والعصبية الزائدة ويتوفر فى الفول الأخضر والسبانخ.
ويعتبر حمض "الفينيل ألانين" هاماً جداً لإنتاج هرمونات السعادة والموصلات
العصبية، كما أن نقصه يؤدي إلى الخمول، أما مصادره فتتمثل في منتجات
الألبان والخبز الأسمر.
فيتامينات ضد النسيان
و فيما يلي قائمة بأهم الفيتامينات والمعادن التي تمنع النسيان، وتجعل الطلاب
أكثر قدرة علي تذكر كافة التفاصيل العلمية يوم الأمتحان ..
- فيتامين "ب1"، ويسمي فيتامين الأعصاب, ويدخل في تكوين الخلايا
العصبية للمخ وهو هام للذكاء والقدره على التعلم ويوجد في البليلة والخميرة.
- فيتامين "ب3"، ينشط الذاكرة ويوجد فى القمح واللحوم ونقصه يسبب
العصبية الزائدة.
- فيتامين "ب12"، هام للمخ والأعصاب ويوجد في اللحوم والجبن والبيض
والقمح.
- فيتامين "ب2"، يحمى من النسيان ويوجد في الخميرة والأسماك
والخضروات الخضراء.
- فيتامين ب5 "البانتوثينيك"، يساعد علي نقل الرسائل من الجهاز العصبي
إلى المخ .
- فيتامين ب6 "بيرودوكسين"، ويساعد على تكوين هرمون السيروتونين
الذي يحسن المزاج ويحمي من التعب والشعور بالإجهاد.
- فيتامين "ب9" هو حمض الفوليك، ويدخل في تكوين الخلايا العصبية للمخ
والجهاز العصبي.
-فيتامين "ب12"، يحافظ علي صحة الجهاز العصبي.
- فيتامين "هـ"، مضاد للأكسده يحمى المخ من التلف ويوجد في الكبدة
والمكسرات والبيض.
- فيتامين "سي"، يحتاجه المخ كمضاد للأكسدة أيضا ويتوفر فى الجوافة و
الليمون والبرتقال.
أما فيما يتعلق بالمعادن التي تمنع النسيان، يأتي في مقدمتها الزنك، الذي
يعتبر هام للذكاء والذاكرة والمناعة ويحسن الأداء الدراسي, وتتمثل مصادره
في الطيور المنزلية, البقول، كالفاصوليا والفول والعدس والبسلة.
ويتسبب نقص معدن السيلينيوم في ضعف الذاكرة، ومصادره الأسماك و
الحبوب والمكسرات، أما الكالسيوم فهو هام لكفاءة الاعصاب وهو موجود فى
العسل الأسود ومنتجات الألبان، كما يعد البوتاسيوم مهدئ للأعصاب ويتوفر
فى اللحوم واللبن والبيض والفواكه، والفوسفور يعد بمثابة منشط للقوى
الفكرية والجسمية ومصادره هى البيض والكبدة والسمك.
ويمثل معدن اليود أهمية بالغة في القضاء علي النسيان، خاصةً أن نقصه
يسبب انخفاض القدرات الذهنية وتتمثل مصادره في المأكولات البحرية، ويقلل
الماغنسيوم التوتر، كما يعد مهدئ قوي للأعصاب ومصادره الحبوب واللبن
ومنتجاته والسبانخ.
المخ يعشق السكر
المخ يحتاج إلى مستوى معتدل من الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة للقيام
بوظائفه ، فهو يستهلك حوالي 30% من السعرات الحرارية التي يتناولها
الفرد يوميا، كما أن المخ يستهلك فى المستغرقين في التفكير كالصحفيين
والعلماء حوالي 90 سعر حراري في الساعة، ويحتاج المخ الى حوالي 120
– 150 جراماً من الجلوكوز يومياً.
ويفضل استهلاك السكريات بطيئة الهضم لرفع مستوي السكر فى الدم
بالتدريج مثل عسل النحل و الفاكهة.
عصير القصب ينعش المخ
عصير القصب – أحد المشروبات المصرية الأصيلة - يعالج الاكتئاب، كما أنه
يسبب الراحة النفسية، والهدوء، والسعادة، حيث يؤدى إلى زيادة تكوين
"السيروتونين" وهى المادة الطبيعية المهدئة التي يفرزها المخ.
ويعتبر عصير القصب سهل الهضم وسريع الامتصاص، كما أنه مدر للبول
فيطرد السموم من الجسم، وبالتالى يحمي المخ من التلوث، كما يساعد على
زيادة القدرة على تحمل المواقف الصعبة كالضيق والقلق والتوتر والارهاق.
نصائح للطلبة
بعض النصائح للطلاب في الفترة التي تسبق موسم الامتحانات، جاء في
مقدمتها ضرورة ممارسة الرياضة لدقائق قليلة بين المادة والأخري لأنها
تنشط العضلات وتجعل المخ أكثر استيعاباً ، كما يراعى عدم تغيير ساعات
النوم والحفاظ عليها والنوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً للحفاظ علي الساعة
البيولوجية للجسم التي تتحكم في نشاطه وإفراز هرموناته مما يجعل الطالب
أكثر يقظة ونشاطاً.
كما أكد علي ضرورة الاكثار من تناول الأسماك فهى مصدر ممتاز من مصادر
البروتين الطرى السهل الهضم، ومن أفضل مصادر "الأوميجا 3" الهامة
للذاكرة ، كما أن الأسماك غنية بمعدن الفسفور الذي ينشط الذاكرة ويقوى
الجسد، بالإضافة إلى تناول البقوليات يومياً لضمان السعادة والوقاية من
الأنيميا، وعدم نسيان الفاكهة والخضراوات الغير مطبوخه يومياً.
الإكثار من الماء وتناول الوجبات الصغيرة لأنها تحافظ على مستوى هرمون
الإنسولين وتتحاشى بذلك اعتلال المزاج، وتناول فيتامين "سي" الذي يكافح
التعب والتواجد في الكيوى والبروكلي، وأخيراً لا ننسى وجبة الفطار.