تحلّي بصفات نساء الجنه

ــ لم يذكر الله نساء الدنيا بصفة مدح لهن لجمالهن وحسن صورهن , بل ذكرهن بما هو أرفع وأعلى من ذلك ألأ وهو الصلاح والعفه والأمانه وغير ذلك من الصفات الشريفه التي هي مطلوبه من المرأة فقال تعالى : {{ فالصّالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ اللّه }} (سورة النساء آيه 34) وإنما ذكر نساء الجنه بأوصاف خلقيه وخلقيه لأنها دأر تشريف لا دأر تكليف, وليكون ماوصفهن به وسيله لأقتداء نساء الدنيا بهن مما يكون الأقتداء به فقال تعالى :
{{إنّا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا }} (الآيات 35 , 37 سورة الوأقعه) أي أن اللّه سبحانه وتعالى أوجدهن مرة وأحدة من غير ولادة من آباء وأمهات وجعلهن أبكار دائما كلما دنا منهن أزواجهن وجدوهن أبكار من غير ان يجدن ألم البكارة عند التماس , لأن الجنه منزهه عن الآلآم والأقذار , وقوله تعالى عربا أي متحببات لأزوأجهن , وأترابا أي بسن وأحده لاتفاوت بينهن. وفي هذه الآيه دليل على أن المطلوب من الزوجه أن تكون بكرا وأن تكون متحببه لزوجها متناسبه في السن معه , وفي هذا حصول الألفه ودوام العشرة , وقال تعالى :{{ وعندهم قاصرات الطرف عين }} (آيه 52 سورة ص) أي أن نساء الجنه لايتطلعن لغير أزواجهن بل هن مقتصرات عليهم لايردن بهم بديلا ,وهكذا ينبغي أن تكون المرأة في الدنيا لاتطمح بنفسها لغير زوجها كيفما كان 0 وقال تعالى :{{ حور مقصورات في الخيام * فبأى آلاء ربكما تكذبان * لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان}} (الآيه 72 ـــ 74 سورة الرحمن ) وصف الله تعالى نساء الجنه بملازمتهن لمساكنهن لايخرجن منها , وأنهن ليس لهن قبل أزواجهن أزواج غيرهم , وفيه الإشارة إلى لزوم النساء بيوتهن والاكتفاء بأزواجهن , لا أن يخرجن من بيوتهن تابعات لأهوائهن , ولا أن يرغبن عن أزواجهن لغيرهن بأن يخاصمنهم حتى على تطليقهن ليتزوجن بغيرهم , فالمرأة ليست كفوطة حمام تنقل من مغتسل إلى آخر ,ولذلك كان بين البكر والثيب فرق في المعامله في أبتداء الزواج بحكم الشرع , وهذا الفرق ناشئ عن التفاوت بين البكر والثيب . فعلى المراة أن تحرص على أن تكون زوجه لرجل وأحد لا لأكثر فهو أكمل لها وأجمل بها , وقال تعالى : {{ ولهم فيها أزواج مطهرة }} (الآيه 25 سورة البقرة ) أي أن أزواج أهل الجنه ليس فيهن مايؤنف منهن من حيض واستحاضه , ونفاس ومرض رحم ونتن عرق , وقذر بدن ووساخه ثوب أو مكان وغير ذلك , بل هن طاهرات نظيفات . وفيه الإشارة إلى أنه يلزم النساء أن يكن كذلك فلا تتأخر الحائض عن التطهر عندما ينقطع حيضها , وكذلك عند نفاسها , وفي جميع الأحوال التي تقتضي فيها النظافه , وكل هذا ممكن لهن , والذي ذكره الله تعالى عن النساء في القراْن الكريم إنما هو أمر لهن ونهى وإخبار عما سلف من أحوال النساء الحسنه والسيئه ليعتبرن وينتصحن , لأن المطلوب من المرأة الدين والأخلاق الحسنه , وحسن الإدارة والإطاعه للزوج وحسن القيام على رؤية أمور المنزل , وغير ذلك من الواجب عليها , وأما الجمال والمال والحسب والأصاله فهي في الدرجه الثانيه بعد الدين , فأذا أجتمعت للمرأة هذة الأربع مع الدين كانت نور على نور كما قال الشاعر :

ماأحسن الدين والدنيا إذا أجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالناس